اللي عاصر عبد الناصر يظل يعاني من الشعور الدائم بالإحباط!
عبد الناصر لم يكن زعيما لمصر فقط ، ولكنه كان زعيم الأمة العربية والشعوب الإفريقية وكل الشعوب المقهورة.
العالم كان عامل ألف حساب للعرب علشان عبد الناصر.
العرب من المحيط الأطلسي للخليج العربي كانوا يلتفون حول الإذاعة المصرية في مناسبتين اتنين لا ثالث لهما:
حفلة أم كلثوم ليلة الخميس الأول من شهور الشتاء ، ولما عبد الناصر يخطب.
عبد
الناصر كان أحد ثلاثة يتزعمون دول العالم الثالث والحياد الإيجابي ، مع
الزعم الهندى جواهر لال نهرو ، واليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو.
عبد
الناصر كان العدو اللدود لثلاثي الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ،
وهم اللي تحالفوا ضده للتخلص منه ، ولم يتحقق هدفهم إلا برحيله وعمره 52
سنة فقط ، قضاها في النضال من أجل القضية الفلسطينية ، وكان رحيله من شدة
الإجهاد عقب توصيله لأمير الكويت بمطار القاهرة كآخر الزعماء العرب اللي
اجتمعوا بناء علي طلبه لبحث موقف الملك حسين مع الفلسطينيين.
عبد الناصر غير الخريطة الاجتماعية لمصر ، والخريطة السياسية للوطن العربي.
علي يدى عبد الناصر تغيرت أنظمة عربية عديدة ، وتحررت شعوب عربية وإفريقية ومن أمريكا الجنوبية.
أول وآخر وحدة عربية في العصر الحديث تحققت علي يدى عبد الناصر.
صورة
عبد الناصر مازالت تتصدر مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا ، نظرا
لجهوده في تحرير الشعوب الإفريقية من ربقة الاستعمار الأوروبي.
تماثيل عبد الناصر تحتل أكبر ميادين بعض الدول العربية وأمريكا الجنوبية.
وفي مصر اشترك المواطنون في اكتتاب عام لإقامة تمثال لعبد الناصر ، لكن المشروع أصيب بالسكتةالقلبيةفجأة ولم يتم إقامة التمثال.
كان يوجد تمثال نصفي لعبد الناصر في مجلس النواب ، انحني أمامه السادات لما دخل المجلس كرئيس للجمهورية ، وسرعان ما أزيل التمثال.
أنا
كنت مدرسا بالمدرسة الناصرية الثانوية ، اللي تحمل اسمه ، كان له تمثال
نصفي وسط الحديقة ، وكنا جالسين أمامها أنا وبعض الأساتذة في نهاية الأسبوع
يوم الخميس ، جينا يوم السبت وقد اختفي التمثال نهائيا.
أثناء
عملي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى ، قمنا بزيارة المدارس
في جميع أنحاء الجمهورية ، وكان الملاحظ في الوجه القلبي أن تماثيل عبد
الناصر النصفية مخبأة في المخازن.
استاد
ناصر الدولي أصبح استاد القاهرة ، وبحيرة ناصر أكبر بحيرة صناعية في
العالم ، أصبحت "بحيرة السد العالي ، بينما الفرنسيون خلدوا الجنرال ديجول
بإطلاق اسمه علي مطار باريس الدولي ، اعترافا بدوره في تحرير فرنسا من
الاحتلال الألماني بعدما احتل الألمان وهو قائد للجيش الفرنسي ، كل الأراضي
الفرنسية ، وعندنا نسوا كل إنجازات عبد الناصر وطرده للإنجليز سنة 1954بعد احتلال
دام أكتر من 70 عام .وانتصاره علي العدوان الثلاثي سنة 1956 وماسكين له نكسة يونيو ذلة ، وتناسوا دوره في إعادة
بناء القوات المسلحة وحرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ الذى اعتمدت عليه
القوات المسلحة في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف والتقدم داخل سيناء
بعمق 12 كيلو.
عبد الناصر
هو اللي اكتشف حقيقة الإخوان مبكرا وألقاهم في السجون ، ولما جه السادات
أفرج عنهم ليحارب بهم الناصريين ، وكانت النتيجة إنهم والتنظيمات اللي خرجت
من عباءتهم ، اغتالوه وسط جنوده ، ثم بدأ خطرهم يستفحل وينتشر في المنطقة
والعالم حتي أصبح لهم تنظيم دولي ، وكل العمليات الإرهابية التي عانت منها
مصر والعالم ، يختبئ وراءها الإخوان.
أيام
عبد الناصر ىلم يكن هناك لا تحرش ولا تنمر ولا فتنة طائفية ولا فساد ولا
فوارق طبقية ولا مايسمون برجال الأعمال اللي نهبوا أراضي الدولة وألحقوا
الأذى بالمصريين عن طريق الأغذية الفاسدة والعمارات المنهارة علي أصحابها
وشركات توظيف الأموال.
اللي
تعرض له عبد الناصر بعد رحيله من محاولات طمس اسمه من ذاكرة المصريين ،
باء بالفشل لما قامت ثورة يناير وكانت صورته هي الوحيدة المرفوعة في
الميادين ، وذلك بعد مرور 41 سنة علي وفاته رغم المحاولات المستميتة لتشويه
صورته وإنجازاته ، عن طريق الإعلام والتعليم.
حقول
إيه واللا إيه واللا إيه عن عبد الناصر ، اللي لما رحل فجأة وتولي السادات
مكانه ، ماكانش المصريين متقبلينه وكانوا يسخرون منه قائلين: "فيه رئيس
جمهورية اسمه أنور"؟
ومذيع
عبد الناصر جلال معوض وقف في ردهة الإذاعة قائلا: " مش حنسمح للراجل
الأسود ده يحكمنا" ووصل كلامه للسادات عن طريق الخباصين ، فما كان منه إلا
أن أمر بإحالته للتقاعد وهو مايزال في سن ال41.
البوست الأصلي