ــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم عيسي
* إبراهيم عيسي: لا أحد في بلدنا يتعلم من التاريخ لذلك يضطر التاريخ أن يعيد نفسه. وهكذا نري نفس الأحداث تتكرر بنفس الطريقة ، بنفس البدايات ، بنفس الأخطاء ، بنفس النهايات أهمية معرفة التاريخ
أحمد شوقي
* اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
وتأمل كيف أفنى ملكهم... من على الملك تولَّى وقهر
(لأمير الشعراء : أحمد شوقي وهي في الديوان قافية الراء)
* من لم يعيْ التاريخ في سره ... لم يدرِ حلو العيش من مره
ومن درى أخبار من قد مضى ... أضاف أعماراً الى عمره
ابن خلدون
ـــ ابن خلدون ودراسة التاريخ ـــ
* يقول ابن خلدون في مقدمته:
" أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال،وتشد إليه الركائب والرحال * وتسموا إلى معرفته السوقة والأغفال * وتتنافس فيه الملوك والأقيال* وتتساوى في فهمه العلماء والجهال *إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول * والسوابق من القرون الأول * تنموا فيها الأقوال * وتضرب فيها الأمثال * وتطرف بها الأنديه إذا غصها الاحتفال * وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلب بها الأحوال* واتسع للدول فيها النطاق والمجال * وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال * وحان منهم الزوال * وفي باطنه نظر وتحقيق *وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق * وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق * فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق* وجدير بأن يعد في علومها وخليق "
* وقال في تاريخه:
" اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب ، جم الفوائد شريف الغاية ، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم والأنبياء في سيرهم ، الملوك في دولهم وسياستهم . حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا "
ـــ ومن بعض اسباب دراسة التاريخ والفوائد المرجوة من ذالك ـــ
العبرة لمن يعتبر
1- اخذ العظة والعبرة:
يقول ابن الأثير: إن الحكام إذا وقفواعلى ما في الكتب من سير أهل الجور والعدوان استقبحوها.
2- عظمة الله سبحانه وتعالى:فالدولة الظالمة لا بد أن تسقط وتزول.
3- حفظ هوية الأمة :فمن ليس له تاريخ فهويته مبتورة .
4- قراءة الأحداث :وهي سنن كونيه تتكرر مرات ومرات.
5- التخلق بالصبر والتأسي بالصابرين.
6- معرفة نعم الله وقدرها :فمن عرف ما قاساه من قبله من الشدائد وشظف العيش فلا بد أن يعرف مقدار نعم الله فيشكر المنعم الوهاب.(3)
7- الهدف التربوي فقد قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ }(يوسف:111) (فالتاريخ يعطينا القدوة الحسنة ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أكبر قدوة حسنة ،ومن بعده الخلفاء الراشدون والعلماء والدعاة المصلحين والعلماء العاملين والأبطال المجاهدين ، قال الشاعر :
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالرجال فلاح
والمجتمع الإسلامي الآن في أمس الحاجة إلي هذه القدوة .
8- إدراك السنن الربانية في الكون : فان لله سننا في خلقه ، وأرشدنا الله إلي التفكير في هذه السنن والتعامل معها مثل انتهاء الأجيال وتعاقب الأيام والدول ، والمناصب وأن دوام الحال من المحال قال الله تعالي : { وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }(آل عمران:140)،وفي إدراك السنن الربانية فوائد عظيمة فالذي يعلمها تكون لديه بصيرة وطمأنينة.
9- التعرف علي معالم تاريخ البشرية: كيف بدأت وما هي الأطوار التي مرت بها ،وما هي أهم معالم تاريخها ،فيصبح الإنسان أكثر دراية بأوضاعه وأوضاعهم المتقلبة بالزمن و الخير والشر ،والفضيلة والرذيلة وقديما قيل:
ليس بإنسان ولا عـــــــاقل من ... لم يع التاريخ في صدره
ومن وعي التاريخ من قلبه ... أضاف أعـــــــمارا إلي عمره
10- الحصانة الفكرية : لأن التاريخ منهج بحث ووسيلة من وسائل الكشف عن الحقائق وإثباتها .
11- الأهمية السياسية والإدارية : فقد قيل التاريخ سياسة الماضي والسياسة تاريخ الحاضر .
12- فهم حاضر الإنسان والقدرة على تحليله خاصة إذا تماثلت الظروف وتشابهت الدوافع ، كما أن بعض القضايا أو كثير منها لها جذور تاريخية بعيدة، فلا بد من معرفة الماضي لكي تفهم الحاضر .
13- الفائدة العلمية والثقافية .
14- يساعد على حل المشكلات بين الدول.
15- يساعد على الحفاظ على ممتلكات الأفراد والمجتمعات .
16- يساعد التاريخ على التقدم البشري والعمراني والأخلاقي.(4)
ـــ ماهو التاريخ ـــ التاريخ
إن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تحكى ، ولا مجرد تسجيل للوقائع والأحداث .. إنما يدرس التاريخ للعبرة والعظة وتربية الأجيال يقول تعالى:{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (الأعراف: 176 ) وكل أمة من أمم الأرض تعتبر درس التاريخ من دروس التربية للأمة، فتصوغه بحيث يؤدي مهمة تربوية في حياتها ... ولا يعني هذا تزوير التاريخ لإعطاء صورة وضاءة لإحداث أثر معين في نفس الدارس ، ولا إلى إغفال عثرات المسلمين وانتكاساتهم ، وإبراز الأمجاد والبطولات وحدها، فهذا ليس هو المطلوب ... إنما المطلوب أن يكون الدرس التربوي الأكبر هو المستفاد من درس التاريخ: أن أحوال هذه الأمة في صعودها وهبوطها، ورفعتها وانتكاستها إنما تخضع لنواميس ربانية ثابتة لا تحابي أحدًا ولا تنحرف عن مسارها من أجل أحد...
ويقول الله عز وجل عن أهمية الحدث التاريخي {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ }(يوسف:111) أي في دراسة الحدث وأخذ العبرة منه يكون الهدى والفلاح...
وما يؤلم الإنسان في هذا الزمان هو ابتعاد الأمة عن تاريخها المجيد، وإهمال ذلك التاريخ الخالد، فانقطعت صلتها بمصدر تربيتها وقوتها....
والتاريخ ليس علم الماضي فقط وإنما هو أيضًا علم الحاضر والمستقبل، ولذا حرص أعداؤنا على طمس تاريخنا وتشويهه؛ لتضليل الحاضر، وطمس الطريق إلى المستقبل...
..فالتاريخ ديوان المواعظ والعبر، ومكمن الجواهر والدرر، فيه سنن الله وأيامه، وقد أمر الله تعالى بالاعتبار والنظر في أحداث التاريخ، ونواميس الكون، وأحوال الأمم فقال سبحانه : {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }(آل عمران:137)، وقال سبحانه :{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }(الحج:46).(5)
(منقول عن : ملتقى أهل الحديث > منتدى السيرة والتاريخ والأنساب > لماذا ندرس التاريخ؟)
* إبراهيم عيسي: لا أحد في بلدنا يتعلم من التاريخ لذلك يضطر التاريخ أن يعيد نفسه. وهكذا نري نفس الأحداث تتكرر بنفس الطريقة ، بنفس البدايات ، بنفس الأخطاء ، بنفس النهايات أهمية معرفة التاريخ
أحمد شوقي
* اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
وتأمل كيف أفنى ملكهم... من على الملك تولَّى وقهر
(لأمير الشعراء : أحمد شوقي وهي في الديوان قافية الراء)
* من لم يعيْ التاريخ في سره ... لم يدرِ حلو العيش من مره
ومن درى أخبار من قد مضى ... أضاف أعماراً الى عمره
ابن خلدون
ـــ ابن خلدون ودراسة التاريخ ـــ
* يقول ابن خلدون في مقدمته:
" أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال،وتشد إليه الركائب والرحال * وتسموا إلى معرفته السوقة والأغفال * وتتنافس فيه الملوك والأقيال* وتتساوى في فهمه العلماء والجهال *إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول * والسوابق من القرون الأول * تنموا فيها الأقوال * وتضرب فيها الأمثال * وتطرف بها الأنديه إذا غصها الاحتفال * وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلب بها الأحوال* واتسع للدول فيها النطاق والمجال * وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال * وحان منهم الزوال * وفي باطنه نظر وتحقيق *وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق * وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق * فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق* وجدير بأن يعد في علومها وخليق "
* وقال في تاريخه:
" اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب ، جم الفوائد شريف الغاية ، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم والأنبياء في سيرهم ، الملوك في دولهم وسياستهم . حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا "
ـــ ومن بعض اسباب دراسة التاريخ والفوائد المرجوة من ذالك ـــ
العبرة لمن يعتبر
1- اخذ العظة والعبرة:
يقول ابن الأثير: إن الحكام إذا وقفواعلى ما في الكتب من سير أهل الجور والعدوان استقبحوها.
2- عظمة الله سبحانه وتعالى:فالدولة الظالمة لا بد أن تسقط وتزول.
3- حفظ هوية الأمة :فمن ليس له تاريخ فهويته مبتورة .
4- قراءة الأحداث :وهي سنن كونيه تتكرر مرات ومرات.
5- التخلق بالصبر والتأسي بالصابرين.
6- معرفة نعم الله وقدرها :فمن عرف ما قاساه من قبله من الشدائد وشظف العيش فلا بد أن يعرف مقدار نعم الله فيشكر المنعم الوهاب.(3)
7- الهدف التربوي فقد قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ }(يوسف:111) (فالتاريخ يعطينا القدوة الحسنة ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أكبر قدوة حسنة ،ومن بعده الخلفاء الراشدون والعلماء والدعاة المصلحين والعلماء العاملين والأبطال المجاهدين ، قال الشاعر :
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالرجال فلاح
والمجتمع الإسلامي الآن في أمس الحاجة إلي هذه القدوة .
8- إدراك السنن الربانية في الكون : فان لله سننا في خلقه ، وأرشدنا الله إلي التفكير في هذه السنن والتعامل معها مثل انتهاء الأجيال وتعاقب الأيام والدول ، والمناصب وأن دوام الحال من المحال قال الله تعالي : { وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }(آل عمران:140)،وفي إدراك السنن الربانية فوائد عظيمة فالذي يعلمها تكون لديه بصيرة وطمأنينة.
9- التعرف علي معالم تاريخ البشرية: كيف بدأت وما هي الأطوار التي مرت بها ،وما هي أهم معالم تاريخها ،فيصبح الإنسان أكثر دراية بأوضاعه وأوضاعهم المتقلبة بالزمن و الخير والشر ،والفضيلة والرذيلة وقديما قيل:
ليس بإنسان ولا عـــــــاقل من ... لم يع التاريخ في صدره
ومن وعي التاريخ من قلبه ... أضاف أعـــــــمارا إلي عمره
10- الحصانة الفكرية : لأن التاريخ منهج بحث ووسيلة من وسائل الكشف عن الحقائق وإثباتها .
11- الأهمية السياسية والإدارية : فقد قيل التاريخ سياسة الماضي والسياسة تاريخ الحاضر .
12- فهم حاضر الإنسان والقدرة على تحليله خاصة إذا تماثلت الظروف وتشابهت الدوافع ، كما أن بعض القضايا أو كثير منها لها جذور تاريخية بعيدة، فلا بد من معرفة الماضي لكي تفهم الحاضر .
13- الفائدة العلمية والثقافية .
14- يساعد على حل المشكلات بين الدول.
15- يساعد على الحفاظ على ممتلكات الأفراد والمجتمعات .
16- يساعد التاريخ على التقدم البشري والعمراني والأخلاقي.(4)
ـــ ماهو التاريخ ـــ التاريخ
إن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تحكى ، ولا مجرد تسجيل للوقائع والأحداث .. إنما يدرس التاريخ للعبرة والعظة وتربية الأجيال يقول تعالى:{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (الأعراف: 176 ) وكل أمة من أمم الأرض تعتبر درس التاريخ من دروس التربية للأمة، فتصوغه بحيث يؤدي مهمة تربوية في حياتها ... ولا يعني هذا تزوير التاريخ لإعطاء صورة وضاءة لإحداث أثر معين في نفس الدارس ، ولا إلى إغفال عثرات المسلمين وانتكاساتهم ، وإبراز الأمجاد والبطولات وحدها، فهذا ليس هو المطلوب ... إنما المطلوب أن يكون الدرس التربوي الأكبر هو المستفاد من درس التاريخ: أن أحوال هذه الأمة في صعودها وهبوطها، ورفعتها وانتكاستها إنما تخضع لنواميس ربانية ثابتة لا تحابي أحدًا ولا تنحرف عن مسارها من أجل أحد...
ويقول الله عز وجل عن أهمية الحدث التاريخي {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ }(يوسف:111) أي في دراسة الحدث وأخذ العبرة منه يكون الهدى والفلاح...
وما يؤلم الإنسان في هذا الزمان هو ابتعاد الأمة عن تاريخها المجيد، وإهمال ذلك التاريخ الخالد، فانقطعت صلتها بمصدر تربيتها وقوتها....
والتاريخ ليس علم الماضي فقط وإنما هو أيضًا علم الحاضر والمستقبل، ولذا حرص أعداؤنا على طمس تاريخنا وتشويهه؛ لتضليل الحاضر، وطمس الطريق إلى المستقبل...
..فالتاريخ ديوان المواعظ والعبر، ومكمن الجواهر والدرر، فيه سنن الله وأيامه، وقد أمر الله تعالى بالاعتبار والنظر في أحداث التاريخ، ونواميس الكون، وأحوال الأمم فقال سبحانه : {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }(آل عمران:137)، وقال سبحانه :{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }(الحج:46).(5)
(منقول عن : ملتقى أهل الحديث > منتدى السيرة والتاريخ والأنساب > لماذا ندرس التاريخ؟)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق